-->

الغرام الواحد يباع بألف دولار..مستكشفين بدو يجدون ما يقرب من 12 ألف نيزك في صحراء شمال أفريقيا

 

كنوز الصحراء
نيازك في صحراء شمال افريقيا


هل يمكن للسماء أن تمطر ذهبا؟ طبعا لا، ولكنها قد تمطر نيازك تفوق قيمتها أحيانا قيمة المعدن الأصفر.

وهذا يمكن أن يحدث في كل مناطق العالم، لكن العلماء والباحثين احتاروا في تفسير سبب سقوط النيازك في مناطق معينة أكثر من أخرى.

ويعتبر المغرب العربي بحكم موقعه الجغرافي في شمال غرب القارة الأفريقية موطنا للنيازك، وتحول في السنوات الأخيرة إلى قبلة مفضلة لصائدي الصخور النيزكية التي يضاهي ثمن بيعها المعادن النفيسة، نظرا للطلب الكبير عليها من قبل المتاحف والمراكز البحثية في أوروبا وأمريكا الشمالية.

حيث أن القارة الأفريقية تعتبر موطن ثاني أكبر تجمع نيزكي، بعد القارة القطبية الجنوبية.

ويحكي الفيلم الوثائقي “الباحثون عن النيازك” الذي عرضته الجزيرة الوثائقية، قصص جامعي هذه الأحجار الثمينة في جنوب المغرب، الذين تحولوا إلى راصدين للشهب والنيازك، ويعتمد عليهم الباحثون الأكاديميون في تتبع الظاهرة ومعرفة مكان سقوط النيازك.


فما هي إذن قصة هذه النيازك القادمة من الفضاء، وما هي أهمية هذه الأحجار من الناحية العلمية؟ ولماذا تباع بأثمان باهظة للمتاحف ومراكز البحث؟

ثروات الصحراء.. هدية السماء إلى البدو الرحل

تزايد الاهتمام بالنيازك بعد أن ذاع صيتها، وتناسلت قصص الاغتناء بفضلها، فـأصبح البحث عن هذه الأحجار القادمة من الفضاء بمثابة التنقيب عن الكنز الضائع.

خصوصا في بعض المناطق القاحلة في المغرب والجزائر، إذ شهدت في السنوات العشر الأخيرة سقوط نيازك وصلت شهرتها إلى العالمية.

ولعل من أشهرها نيزك تيسنت، نسبة إلى قرية صغيرة بإقليم طاطا في جهة سوس ماسة جنوب المغرب.

فقد تحولت القرية صيف 2011 إلى قبلة لصيادي وهواة جمع الأحجار النيزكية، بعد أن أكد سكان القرية سقوط شهاب ناري في مكان قريب منهم.

وبعد العثور عليه من قبل أحد صيادي النيازك المحليين، بيع هذا النيزك النادر القادم من كوكب المريخ بمبلغ مالي ضخم، ويوجد حاليا في متحف التاريخ الطبيعي في لندن.

وساهم نشاط البدو الرحل والباحثين المحليين عن النيازك، في اكتشاف أحجار نيزكية أخرى في المنطقة.


خصوصا في موقع توفاسور قرب طاطا، ومواقع أخرى في الصحاري الممتدة في جنوب وجنوب شرق المملكة المغربية، وتتحدث أرقام رسمية عن مساهمة البدو والمستكشفين الخاصين في إيجاد ما يقرب من 12 ألف نيزك في صحراء شمال أفريقيا.

تتحكم تركيبة الأحجار النيزكية في تحديد قيمتها والمعلومات التي توفرها، وغالبا ما تكون عبارة عن معادن غنية بالسليكون والأوكسجين، أو مشكلة من الحديد والنيكل، أو من الحديد الصخري الذي يجمع الاثنين معا.

وتعتبر القيمة المعدنية للأحجار النيزكية غير عالية، فمكوناتها لا تحتوي على معادن ثمينة، وتتشكل بالأساس من الحديد والنيكل، وهما معدنان متوسطا القيمة.

لكنها تبقى أجساما غريبة قادمة من بيئة مختلفة عن كوكب الأرض، وهذا ما يجعلها مطلوبة من قبل المراكز البحثية الأوروبية والأمريكية.

وقد شرعت هذه المراكز منذ نحو 50 عاما في دراسة النيازك والتمحيص في المواد المكونة لها، واستغلال نتائج هذه الدراسات في مجالات الفضاء وعلوم الفلك والبيئة.

وقد توصل العلماء والباحثون إلى أن هذه الأجسام الفضائية يمكن أن توفر معلومات مهمة وقيمة حول نشأة نظامنا الشمسي قبل حوالي 4.6 مليار سنة، كما ساعدت في معرفة الظروف التي تشكلت فيها المياه لأول مرة، والعناصر الأولية الأساسية للحياة.


المصدر : موقع خبر بوست